سيطرة لا تنكسر: بطل أوروبا يهيمن على كأس العالم للأندية رغم النظام الجديد

رغم التحول الجذري في نظام كأس العالم للأندية، بمشاركة 32 فريقًا على غرار المونديال الدولي، فإن القارة العجوز واصلت كتابة فصول الهيمنة الكروية، عبر ممثليها في النسخ الأخيرة، لتؤكد أن التفوق الأوروبي ليس وليد الصدفة، بل ثمرة منظومة متكاملة تتفوق على بقية قارات العالم.
فمنذ إطلاق البطولة رسميًا عام 2000، أصبح من المعتاد رؤية أبطال أوروبا في المشهد الختامي، بل وأحيانًا في مواجهات أوروبية خالصة، ما يعكس الفجوة الفنية والتكتيكية الكبيرة بين الأندية الأوروبية ونظيراتها من القارات الأخرى، وعلى رأسها أمريكا الجنوبية.
الرقم لا يكذب.. أوروبا تتسيد 16 لقبًا من أصل 20
تكفي نظرة سريعة على سجل الأبطال لتوضيح حجم السيطرة الأوروبية؛ حيث حصد أبطال دوري أبطال أوروبا لقب كأس العالم للأندية 16 مرة من أصل 20 نسخة، بينما توزعت 4 ألقاب فقط على أندية أمريكا الجنوبية، وتحديدًا الفرق البرازيلية.
ويعد نادي ريال مدريد الإسباني الأكثر تتويجًا بلقب المونديال برصيد 5 ألقاب، متفوقًا على غريمه برشلونة الذي يمتلك 3 ألقاب، فيما يملك كل من بايرن ميونخ وكورينثيانز لقبين، والبقية حققوا اللقب مرة واحدة، منهم ليفربول وتشيلسي ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وميلان وإنتر وساو باولو وإنترناسيونال.
باريس سان جيرمان يواصل كتابة التاريخ الأوروبي في النسخة الجديدة
وفي النسخة المقامة حاليًا من كأس العالم للأندية بنظامها الجديد في الولايات المتحدة، واصل بطل أوروبا تفوقه؛ حيث تأهل باريس سان جيرمان الفرنسي إلى النهائي بعد فوز كاسح على ريال مدريد بنتيجة 4-0 في نصف النهائي على ملعب “ميتلايف”.
المثير أن هذا الانتصار جاء على حساب عملاق المسابقة وصاحب الرقم القياسي، مما يعكس قوة النادي الباريسي الذي يسعى لكتابة فصل جديد في تاريخ البطولة، ويضرب موعدًا منتظرًا مع تشيلسي الإنجليزي في نهائي أوروبي خالص، ليؤكد أن حتى التغيير في شكل البطولة لم يؤثر على منطق السيطرة الأوروبية.
لقب جديد يُثبت أن أوروبا تملك الوصفة الكاملة للهيمنة
مهما تغيرت الأنظمة أو زادت عدد الفرق، تبقى أندية أوروبا صاحبة اليد العليا، بفضل قوة البنية التحتية، عمق التشكيلات، واحترافية التخطيط الفني والإداري. ويبدو أن بقية القارات ستحتاج لسنوات طويلة لتقليص الفجوة، إن لم تكن عقودًا، أمام عمالقة أوروبا الذين أصبحوا يعتادون على التتويج في المشهد العالمي عامًا بعد عام.