أخبار الرياضة

برشلونة يدفع الثمن.. لابورتا يورّط النادي ماليًا بحسابات مضللة

صورة وهمية للاستقرار.. والنتيجة كارثة مالية مؤجلة

بينما كان أنصار برشلونة يأملون أن تعيد “الرافعات الاقتصادية” التي روّج لها خوان لابورتا الاستقرار المالي للنادي، تكشفت خلال الأشهر الماضية تفاصيل صادمة عن حقيقة تلك الصفقات، وعلى رأسها بيع 25% من حقوق البث التلفزيوني للدوري الإسباني، في عملية تحوّلت من منقذ مؤقت إلى عبء مالي طويل الأمد يهدد مستقبل الكيان الكتالوني.

فالرقم المعلن عن الصفقة بلغ 667.5 مليون يورو، لكن ما دخل فعليًا لخزينة النادي لم يتجاوز 510 ملايين. أما الـ157.5 مليون المتبقية فكانت مجرد تدوين محاسبي استند إلى ضخ استثماري من النادي نفسه في شركة أنشأها بالشراكة مع صندوق Sixth Street، دون نشاط فعلي أو مردود اقتصادي.

أرباح غير حقيقية.. ومخاطر محاسبية جسيمة

المثير أن هذا الاستثمار الغريب سُجل بالكامل كإيراد محاسبي ضمن ميزانية النادي، في خطوة وصفها الخبراء بأنها تلاعب محاسبي هدفه تحسين الصورة المالية على الورق فقط، رغم عدم وجود تدفق نقدي حقيقي. هذا التناقض الصارخ كشف أن برشلونة أعلن عن أرباح نظرية لا تعكس واقعًا ماليًا مستقرًا، وهو ما بدأ يؤثر فعليًا على توازنات الميزانية.

الإدارة سعت من خلال هذه العملية إلى خلق هامش يسمح بتسجيل صفقات كبرى، أبرزها صفقة المهاجم روبرت ليفاندوفسكي. لكن رابطة الليغا سرعان ما أدركت الأمر، وقامت بتعديل قوانين اللعب المالي النظيف، واضعة حدًا لاستخدام مثل هذه الحيل مستقبلاً.

فشل مشروع Barça Vision يزيد الطين بلة

وفي محاولة للخروج من الأزمة، لجأ لابورتا إلى بيع 49% من مشروع “Barça Vision” — الاسم الجديد لـ Barça Studios — إلى شركتي Socios وOrpheus Media مقابل 200 مليون يورو. لكن المشروع لم يُثمر أي مردود مالي فعلي، وانتهى به المطاف إلى التصفية، ما حوّل الاستثمار إلى خسارة فادحة أخرى.

وبحسب تقارير مالية، بلغت الخسائر المتراكمة الناتجة عن تلك العمليات ما يزيد عن 157 مليون يورو، مرشحة للارتفاع، في ظل المطالبات من المدققين الماليين بإعادة تقييم الأصول وتسجيل الخسائر الحقيقية، وهو ما قد يرفع من حجم العجز المسجل أصلًا في صافي الأصول والذي بلغ 94 مليون يورو بنهاية موسم 2023–2024.

معركة قادمة داخل الجمعية العمومية

المثير أن الجمعية العمومية السابقة مرّرت تلك الصفقات دون اعتراضات كبيرة، ربما بسبب الخطاب التسويقي الذي تبنته الإدارة. لكن الوضع الآن مختلف تمامًا، إذ باتت الأدلة واضحة على أن برشلونة استثمر في كيانات لا تملك نشاطًا فعليًا، وراهن بمستقبله المالي على أرقام افتراضية.

ومع اقتراب موعد الجمعية العمومية المقبلة، تزداد الضغوط على لابورتا للإفصاح عن الحقيقة الكاملة بشأن تلك العمليات، لا سيما في ظل تزايد أصوات الأعضاء المطالبين بمحاسبة الإدارة على ما يعتبرونه تضليلًا متعمدًا وتوريطًا للنادي في التزامات يصعب الخروج منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى